خطاب صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في حفل العشاء الخيري لمؤسسة مينتور العربية
الدوحة, 18 فبراير 2025
السلام عليكم..
بدءاً أحيّيكِ جلالةَ الملكةِ سيلفيا، ملكة السويد ورئيسة مؤسسة مينتور العالمية.. وأحيّيكَ صاحبَ السمو الملكي الأمير تركي بن طلال آل سعود، رئيس مجلسِ أمناءِ مينتور العربية.. وأرحِّبُ بكما بالدوحة، ويسرُّني أنْ أحضرَ معَكما هذا الحدث الذي آملُ أن يحقّقَ الهدفَ من تنظيمِهِ هنا...كما أرحّبُ بالحضورِ جميعاً.
عندما أُخطِرتُ برغبةِ مينتور العربية عقدَ اجتماعِها بالدوحة وطُلِبَ مني أنْ أشاركَ في هذا الحفل، رحّبتُ بدون تردّد، فلطالما كان الشبابُ شغلي الشاغل وأملي في الصحوةِ من الغفلةِ التي طالَ مداها.
كما أنني أَكبَرتُ في الملكةِ سيلفيا اهتمامَها بالشبابِ العربي، ولم أستغربْ من اهتمامِ سموِّ الأمير تركي بن طلال بالإنسان العربي، باركَ الله في جهودِكما، ووفقكما لتحقيق أهدافكما النبيلة.
لقد حرِصنا على دعمِ فعاليةِ مينتور العربية بالدوحة من خلالِ مشاركةِ مؤسسةِ التعليمِ فوقَ الجميع في تنظيمِ هذهِ الفعالية.
وأغتنمُ هذهِ الفرصةَ للإشادةِ بما تقومُ بهِ مينتور العربية من تمكينٍ صحّي واقتصادي للشبابِ العرب الذين يشكِّلون الثروةَ البشريةَ للنهوضِ بمستقبلِ العالمِ العربي.
فما يحتاجُهُ الشبابُ حالياً في المقامِ الأول أنْ نمنحهم الأملَ بمستقبلٍ يحقق فيه كلٌّ منهم ذاتَهُ ويصبحُ جزءاً فاعلاً في الطاقةِ التنموية لبلادِهِ. وإذا ما تناولنا الموضوعَ من زاويةٍ اقتصادية سندركُ أنّ عدمَ الاستثمارِ في الشباب وتوفيرِ فرصِ عملٍ لهم سيمثّل هدراً بالغاً لأهمِّ مواردِ أي دولة.
علينا أن نثقَ بشبابِنا من أجلِ تغييرِ الواقعِ والاستثمارِ فيهم، سواءٌ في التعليم أو في سوق العمل، وتسخير أفكارِهم وطاقاتِهم لدفعِ عجلةِ التنميةِ إلى الأمام.
ومن أجلِ القيامِ بذلك، نحتاج إلى توفير البيئةِ المناسبة لهم للتعبيرِ عن أنفسِهم وتحقيقِ الأمنِ الاجتماعي والاقتصادي، في وقتٍ تتزايدُ فيه معدلاتُ بِطالة الشباب في العالم العربي، الأمر الذي يستدعي جهوداً جماعيةً نوعيةً وجادّةً لوضعِ خططٍ وبرامجَ طموحةٍ لمكافحةِ البِطالة بين الشبابِ الذين يشكّلون الفئةَ العريضةَ في الوطنِ العربي.
إنهم الثروةُ البشريةُ التي ينبغي استثمارُها في التنمية. وعلى عكس ما يظنُّهُ البعض بأنّ هذا التضخمَ الشبابي قد يشكّلُ عبئاً اقتصادياً مقلِقاً، يُفتَـرض أن يكون مصدراً للازدهارِ الاقتصادي والتغييرِ الاجتماعي
إذا ما استُـثمِرَ الاستثمارَ الأمثل، فمن المعروف أنّ مرحلةَ الشباب هي ذروةُ الانتاجِ عند الفرد.
وما زلتُ أتذكرُ ما قرأتُهُ في تقريرِ البرنامجِ الإنمائي للأمم المتحدة عام ألفين وتسعة بأنّ العالمَ العربي بحاجةٍ إلى خلقِ واحدٍ وخمسينَ مليون وظيفة في نهايةِ عام ألفين وعشرين ولكم أن تتصوروا مقدارَ ما نحتاجُهُ من فرصِ عملٍ اليوم تحتَ وطأةِ تدهورِ الأوضاعِ السياسيةِ والاجتماعية والاقتصادية في السنوات الخمسِ عشرةَ الاخيرة.
وفي هذا السياق، نجحتْ برامجُ صلتك، التابعة لمؤسسة التعليم فوق الجميع، في تشغيلِ الشبابِ العربِ العاطلينَ عن العمل عندما نهضتْ بدورِ الوسيط بين الشبابِ وفرصِ التوظيف وريادةِ الأعمال والمشاركةِ المدنية، من خلالِ حشدِ المعرفةِ والاستثمار والتكنولوجيا والشبكات والتأثير على العقلياتِ والسياسات
التي تُعَد مفتاحًا لإطلاق العنان للتأثير الأوسع.
كما عمِلتْ صلتك على تمكين الشبابِ في الظروفِ والبيئاتِ الهشة من السيطرةِ على حياتِهم ومستقبلهم والمساهمةِ في التغيير.
وبهذه المناسبة نتطلع إلى تعاونٍ مثمرٍ بين مينتور العربية وصلتك لتمكين الشبابِ ذاتياً وتأهيلِهم للإسهامِ في دفعِ عجلةِ التنميةِ المستدامة.
وتعكفُ المؤسستان الآن على مناقشةِ باكورةِ المشاريعِ المشتركة التي سيُّـنَـفذُ أولُّها في لبنان وقطر.
ويهدفُ المشروعُ إلى إحداثِ تغييرٍ في حياةِ أكثر من 8000 شاب على مدى السنواتِ الأربع المقبلة
بالعملِ على تنميةِ مهاراتِ الشباب ومساراتِ التوظيف وربطِ مُخرجاتِ التعليم بسوقِ العمل.
لا شكَّ أنَّ شراكتَـنا ستُـدَّعِمُ الحرصَ المشتركَ على الاستدامةِ المستمرةِ مع إيجادِ آليةٍ ووحداتِ قياسٍ لكيفيةِ التفاعلِ والاستفادةِ من المشروع ومتابعةِ تطوّرِ البرامجِ وتطوّرِ الشباب. وأتمنى أن تكونَ هذه الشراكة نواةً لشراكات تعملُ على دعمِ الشباب العربي.
وفي الختام، ولعلَّها البداية، أتمنى لكم حضوراً ممتعاً بالدوحة ونجاحاً مميّزاً لفعاليةِ مينتور العربية.
أهنّئُ الفائزاتِ والفائزينَ جميعاً لفوزِهم بجائزة مينتور العربية لعام 2025 وأحيّي جدارتَهم بهذا الاستحقاق.
والسلام عليكم...