خطاب صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصرفي الذكرى الثلاثين لتأسيس مؤسسة قطر
الدوحة, 09 فبراير 2025
السلام عليكم..
نحتفلُ اليومَ بلحظةٍ فارقةٍ في تاريخِ دولةِ قطر، بَلْ وفي تاريخِ الشرقِ الأوسط، تلك اللحظة التي التقتْ فيها الأسبابُ الموجِبة لتأسيسِ مؤسسةِ قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عام 1995 كي تنهضَ بأدوارٍ كثيرةٍ وكبيرةٍ وأبعدَ ممّا يُوحِي بهِ مسمّاها، وإذا شئنا أنْ نستعيدَ التاريخَ ونُثـبّتَ لكلِّ ذي حقٍ حقَهُ، يتحتّم عليَّ أنْ أحيّي بدءاً صاحبَ السمو الأميرَ الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي دعمَني دعماً غيرَ محدود لإطلاقِ هذا المشروعِ النهضوي باعتبارِهِ محوراً أساسياً في نهضةِ دولة قطر، ولولا دعمُ الشيخ حمد ما كانَ لنا أن نحتفلَ اليومَ بذكرى التأسيس.
وهنا أقتبسُ من خطابٍ سموِهِ في حفلٍ التأسيس قولَهُ:
" نحتفلُ اليوم بحدثٍ يفوقُ في أهميتِهِ أيَّ مشروعٍ صناعي أو اقتصادي مهما كانَ حجمَهُ، أنه في الواقع الركيزة والأساس الذي سيكفل نجاح أي مشروع مستقبلي آخر".
وقد أثبتتِ الأيامُ صحّةَ ما قالَهُ الشيخ حمد رائدُ نهضةِ قطر الحديثة، وأثبتْـنا لهُ وللعالمِ نجاحَنا في بناءِ الإطارِ المرجعيِّ للنهضةِ الشاملةِ كما نصبو إليها معاً.
ويعودُ الفضلُ في ذلك إلى حضرةِ صاحبِ السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد الذي آمنَ بعملِ المؤسسةِ وحرِصَ على دعمِ مسيرتِها.
عندما أتحدثُ عن مؤسسةِ قطر، يخالجُني شعورٌ استعادي في أنّـنا، أنا والمؤسسة، كنّا كيانين متلاحِمين:
كَبـُرنا معاً ونضَجنا معاً حتى حانَ أوانُ تحقّقِ الحلم، وقد كنتُ الحالمةَ وكانت المؤسسةُ هي الحلمُ الوليد.
ولأنّ الأحلامَ غالباً ما تكونُ صعبةَ التحقّق، لم تكنِ الطريقُ إلى مؤسسةِ قطر سالكةً ولم تكنِ طريقُ مؤسسةِ قطر معبّدةً، كما قد يظنُّ البعض.
تبلورَ في قناعاتي مبكراً الإدراكُ بضرورةِ إصلاحِ التعليمِ للشروعِ بالتغيير، ولكنني واجهتُ مصاعبَ جَمّةً في مرحلةِ الفكرة، وكان إقناعُ الآخرين بأهميةِ التغيير تحديّاً كبـيراً بل الأكبرَ في وقتٍ كنتُ أعملُ فيه
على نموذجٍ لتحريكِ المياهِ الراكدة وخلقِ قناعاتٍ جديدة. حينَها وجدتُني في مواجهةِ مصدّاتٍ اجتماعية ورسمية وتشريعية من بينها عدم جواز التفكيرِ من خارجِ الصندوق، وخِشيةُ البعضِ من التغيير، أيّاً كان،
وعدمُ إدراكِ البعضِ الآخر لأهميةِ التعليمِ النوعي والبحثِ العلمي ومواكبةِ التطور، بل أنني فوجئتُ بمواقفَ مُحبِطةٍ مِمَّن كنتُ أظنُّهم أكثرَ وعياً، ولا أُخفي أنّ عدوى الإحباطِ تسرّبتْ وقتَها حتى إلى فريقِ العملِ،
ولكنْ سرعانَ ما عادتْ إليهم الثقةُ بالمشروع.
وبدأنا بالتخطيطِ والعملِ على مشروعِنا وحَرِصنا على تحديدِ بعضِ المعايير الأساسية التي تميّزُ المؤسسةَ عن المنظماتِ غيرِ الحكومية الأخرى بسرعةِ القرارِ ودقّةِ التنفيذ، على أن تكونَ مستقلةً إدارياً ومالياً مع ضمانٍ ماليٍّ للتقدمِ في المستقبل، ولذا حصلتْ مؤسسةُ قطر على وقفٍ خاص من سموِ الأمير حينذاك.
ومُنذُ البِدء وضَعنا نُصبَ أعينِنا أنْ لا نتهاونَ في تحقيقِ أهدافِنا في التميّزِ والنوعيةِ والجرأةِ في إحداثِ التغيير على أنْ نؤمنَ بأنّ مَن لا يعمل لا يُخطئ.
وانطلقتِ المؤسسةُ في خوضِ تجربةٍ فريدة لا تحاكي أيّةَ تجربةٍ أخرى في المنطقةِ وخارجها، وكان من الطبيعي أنْ نصطدمَ بصعوباتٍ وتحدياتٍ، أبسطُها غيابُ القوانينِ الخاصةِ بمؤسساتِ النفعِ العام وأهمها غياب ثقافة البحث العلمي فلن يُقيَّضَ لأيِّ نهضةٍ أنْ تقومَ أو لأيِّ تنميةٍ شاملةٍ أنْ تسودَ وتستدامَ في غيابِ بِنيةٍ تحتيةٍ للبحثِ العلمي.
كما اُستلزمَ إصدارُ قانون إنشاء وتنظيم عمل مؤسسات النفع العام، لتكون مؤسسةُ قطر بذلكَ سبباً مباشراً في هذا الإصلاح التشريعي.
وبعدَ إعلانِ تأسيسِ المؤسسةِ رسمياً في العام 1995 وولادةِ مولودِها الأول: أكاديمية قطر، امتدتِ الرؤيةُ لتشملَ مرحلةَ التعليم الجامعي.
وأثناءَ التفاوضِ مع الجامعاتِ الغربية كنّا نصطدمُ بالصورةِ النمطيةِ للعربي في العقلِ الغربي التي أطّرَتْ طلبتَنا سلبياً بتقييمٍ افتراضي غير مُنصِف، فضلاً عن أنَّ فكرةَ استقدامِ الجامعاتِ في المنطقة كانَ شيئاً مستحدَثاً يَصعُبُ فهمُهُ أو تصوّرُهُ من قِبل الشركاءِ آنذاك.
إلّا أننا وبعدَ حواراتٍ معمّقةٍ استغرقتْ وقتاً كثيراً وجهداً كبيراً نجحنا في إقناعِهم وفَلِحنا في تغييرِ تلكَ التصوراتِ المسبقة ليتحوّلَ هؤلاءِ المشكّكون بهذا المشروع إلى شركاءَ فاعلينَ ومؤمنينَ بأهميتِه وبدورِهِ التقدّمي ليصبحوا أقوى المدافعين عنهُ ليس في قطر فحَسْبْ، بل حتى في بلدانِهم.
ولم يكنِ الهدفُ من استقطابِ أفضلِ جامعاتِ العالم تخريجَ ثُلـّةٍ من الطلبةِ المتميّـزينَ فقط، إنما للاستفادةِ من خبراتِها الأكاديميةِ ودوائرِها البحثية، لتوطينِ وتأصيلِ هذه النماذج بُغيةَ الإرتقاءِ بمستوى التعليمِ والتأسيسِ لقطاعِ بحوثِ يشمل مؤسساتِ الدولة كلِّها. ومنذُ البداية تجسّدتِ المدينةُ التعليميةُ في نموذجٍ غيرِ مسبوق في العالم.
أخذَ بالتطورِ والنموِّ والاستجابةِ للحاجاتِ والمتطلبات كلّما استوجبتْها الظروفُ والمتغيراتُ المحيطةُ به،
وكنا نحوّلُ التحدياتِ إلى فرص من خلالِ تعزيز ِثقافةِ الابتكارِ والتعاونِ والمرونة مِمّا طوّرَ مؤسسةَ قطر لتكونَ قادرةً على وضعِ معاييرَ للتغييرِ الدائم.
إنّها مسيرةٌ رائدةٌ امتدّتْ لثلاثةِ عقودٍ، تفرّعتْ وتداخلتْ خلالَها أفكارٌ ورؤى وبرامج انطلَقت بعزمٍ لا يَـلين نحوَ تحقيقِ الأهدافِ المتوخّاة من هذا المشروع: الوطنيُّ والعربيُّ في توجهاتِهِ والعالميُّ بمعاييرِهِ.
وما كانتْ مؤسسةُ قطر حاضنةً للقطريين فحسبْ، بلْ تخرّجَ من جامعاتِها حوالي عشرة آلاف طالبٍ وطالبة من تسعةٍ وتسعين بلداً.
وقد ساهمتِ المؤسسة في توفيرِ فرصِ الدراسةِ لشبابٍ عاشوا ظروفاً صعبةً في اليمن والعراق وفلسطين وسوريا، فالمؤسسةُ في جوهرِها جزءٌ من مشروعِ النهوضِ العربي.
وهنا قد يتساءلُ البعض: هل تحقّقَ الهدف؟
هل جنينا ثمارَ هذا المشروع؟
هل وُطُّنتِ المعرفةُ وسادتْ ثقافةُ البحثِ العلمي؟
للمتسائلينَ نقول:
إنّ المجالَ لا يتسعُّ لتعدادِ إنجازاتِ مؤسسةِ قطر جميعِها وتأثيرِها المباشرِ وغير المباشر على قطاعاتِ الدولة في التعليمِ والتعليمِ العالي والصحةِ والتشريع حتى شملَ العِمارةَ لتتّسق مع البيئةِ الثقافية وتنطبعَ بملامحِ التراث العمراني.
وسأقصُرُ الإشارةَ على بعضِ المشاريعِ ذات الرمزيةِ العالية ومن بينها مشروعِ جينومِ قطر الذي أحدثَ قفزةً كبيرةً في تمثيلِ البياناتِ الجينيةِ العربيةِ المنشورة عالميّاً، بإسهامه بنسبة 96.2% من إجمالي هذه البيانات.
ويُصَنّفُ البنك الحيوي القطري (قطر بيوبنك) أولَّ وأكبرَ بنكٍ حيويٍّ من نوعه في الشرقِ الأوسط ومِن بينَ أقدمِ وأكبر البنوك على مستوى العالم. وما بين المشروعين، البنك الحيوي القطري وجينوم قطر،
أعدّتْ قطر واحدةً من أكبر قواعد البيانات الجينية والصحية الشاملة حول العالم والتي مكّنتْ من رسمِ الرعايةِ الصحيةِ المستقبلية في قطر على أسسٍ علميةٍ متينة.
ومن التحولاتِ النوعيةِ التي أحدثتْها جامعاتُ المدينةِ التعليمية في قطر تجدرُ الإشارةُ إلى تأثير كليةِ وايل كورنيل للطب حيث ساهمت في تحويل المؤسسات الطبية في الدولة إلى مراكز أكاديمية وبحثية،
حتى أن سبعمئة وخمسينَ طبيباً من مؤسسةِ حمد الطبية وسبيتار ومراكز ِالرعايةِ الصحيةِ الأولية وسدرة للطب باتوا جزءاً من الكادر التدريسي في وايل كورنيل قطر بل حتى بالجامعة الأم في الولايات المتحدة.
كما كان للغةِ العربيةِ اهتمامٌ خاصٌ في سياسةِ المؤسسة، من خلالِ المِنصّةِ المبتَكرةِ "فنار" التي تعملُ على ربطِ اللغةِ العربية والثقافةِ الإقليمية والقيمِ الإسلامية بأحدثِ التطوراتِ في الذكاءِ الاصطناعي.
وقد صُمِّمَ "فنار" وطُوِّرَ ونُـفِّـذَ بالكامل في جامعةِ حمد بن خليفة برعايةِ ودعمِ وزارةِ الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلومات ليكونَ أولَّ نموذجٍ في جميعِ أنحاءِ العالم ينشأُ من الصفر ويُطُوِّرَ بالكاملِ في جامعة.
وفي هذا السياق، ننظرُ إلى جامعةِ حمد بن خليفة بصفتِها إنجازاً وطنياً جديراً بالتثمين والاعتزاز لتنضم إلى الجامعات الوطنية في دولة قطر.
وهناك مبادراتٌ عديدةٌ تبلورتْ أفكارُها الأولية ونشأتْ وتطوّرتْ في مؤسسة قطر وما أن نضجتْ حظيتْ بالاستقلالية.
ومن هذه المشاريع التي نفخرُ بها، مكتبة قطر الوطنية التي تتبوأ دوراً رياديّاً في قطاع المكتبات والتراث الثقافي في الدولة. كما تُعَد مكتبة قطر الرقمية أكبر منصة رقمية في العالم مخصصة للوثائق والمخطوطات التاريخية المتعلقة بمنطقة الخليج والعالم العربي والإنتاج العلمي للحضارة العربية والإسلامية.
وكذلك الحال بالنسبة إلى الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي الذي أُنشئَ في أبريل 2006 دعماً لإستراتيجية تحويل دولة قطر إلى مركز بحثي دولي متقدم.
ويعتبر الصندوق أول هيئة من نوعها في الشرق الأوسط لتمويل الأبحاث والابتكار وتوفير الدعم اللازم للجامعات والمؤسسات. وخصص الصندوق 1.5 مليار دولار أمريكي للأبحاث، وموّلَ مشاريعَ بحثيةً محليةً وإقليميةً وعالمية منسجمةً مع استراتيجيةِ قطر للبحوث. ووفقًا لتقرير عالم الأبحاث لعام 2015، صُنفت قطر على أنها "وِجهةٌ جاذبة" للبحث والتطوير.
وعاماً بعد آخر، تراكمتِ الخبراتُ والإنجازاتُ والتطلعات. وكانتْ خلاصةُ الدروسِ المُستفادةِ من هذه الرحلةِ المباركة أنّ إيمانَنا بقدراتِنا وقدرتَـنا على توظيفِ هذا الإيمانِ في بلورةِ رؤيتِـنا ساعدَنا في تحقيقِ الحُلُمِ الذي راودَنا وتمَسَّكنا بهِ.
لقد حلِمنا بولادةِ جيلٍ جديدٍ تتوازنُ في عقلِهِ وشخصيتِهِ الأصالةُ والحداثةُ توازناً مُمنهجاً وليس مُهجَّناً،
فلا نريدُ للمواطنِ أن يكونَ هجيناً بل أصيلاً معتّزاً بخصوصيتِهِ الثقافيةِ وهويتِهِ دونَ أنْ ينعزلَ عن مواكبةِ التغيّراتِ العالمية، وأنْ يكونَ كذلك مؤهَّلاً لريادةِ زمنِهِ الخاص ومساهِماً في ريادةِ الزمنِ الجمعي.
وكل ما فعلناه ونفعلُهُ إنما ينطلقُ من الإيمانِ نفسِهِ، وأعني الاستثمارَ في الإنسان، بوصفِهِ الثروةَ الأهم،
وهذا هو جوهرُ الحلم.
وكلُّ إنجازٍ كبيرٍ في العالم وعلى جميعِ المستويات يبدأُ بحلم، وها نحنُ نحتفلُ بيومِ ميلادِ الحلُم المجسّد وقد بلغَ ثلاثين عاماً، وأعني مؤسسةَ قطر في عنفوانِ شبابها، وقد تفوّقتْ على نفسِها وتجاوزتِ التحديّات وجادتْ بما لم يفعلْهُ سواها، وهيَ الآنَ إطارٌ نوعيٌّ للابتكارِ في التربيةِ والتعليمِ والبحثِ العلمي وتنميةِ المجتمعِ والثقافةِ والصحّةِ وكلِّ ما يؤصِّلُ المعرفةَ ويخرّجُ أجيالاً جديدةً قادرةً على حَجزِ موقعٍ مشرّفٍ لقطر في خريطةِ المستقبل.
ولأنَّ الأفكارَ تتوالد، والنجاحاتُ تتوالد، تتجلّى أهميةُ ورياديةُ مؤسسةِ قطر حالياً باستحداثِها خمسينَ كياناً تحتَ مظلّتِها تُعنى بمساحةٍ واسعةٍ من المجالاتِ التي تكفلُ استدامةَ التطوّرِ والسيرِ قُدِماً نحوَ الأهدافِ المرتجاة. وأيّةُ نظرةٍ فاحصةٍ لطبيعةِ هذهِ الكيانات ستعطي انطباعاً بانورامياً عن اِتّساعِ وتنوّعِ الفضاءاتِ التي تعملُ فيها المؤسسةُ دونَ كللٍ وبمعاييرَ عالمية.
وعلينا أنْ نتذكّـرَ دائماً أنّ المؤسساتِ وُجدتْ بهدفِ تسخيرِها لخدمةِ المجتمع لا أنْ تكونَ هياكلَ متحجِّرةً
تَطغـى بنزوعٍ بيروقراطي على المجتمع، وإنما وُجدتِ المؤسسات لكي تتنامى وتَبتكِرُ وتتفانى لتحقيقِ هدفٍ مشتركٍ يصنعُ مسوّغاتِهِ الجميعُ ليخدمَ الجميع. ولم تؤسّسْ مؤسسة ُقطر لتكونَ كياناً يخدمُ ذاتَهُ ولم تُنشَأْ لتنافسَ أو تميلَ إلى الانفراد، بل لتحرّكَ المياهَ الراكدة وتخلقَ نماذجَ تُحتذى وتحفّزَ وتشجّعَ وتدعمَ مؤسساتِ الدولة.
وبهذه المناسبة أحيّيكم، كما أحيي الشركاءَ والشخصياتِ والأفرادَ جميعاً الذين ساهموا في تعضيدِ المؤسسةِ كي تصلَ إلى ما وصلتْ إليه.
وإنّهُ لشرفٌ عظيمٌ لي أنْ أقفَ أمامَكم مُمثِّلةً للمؤسسة في هذه الذكرى العزيزة. ووصيّتي أنْ تواصلَ مؤسسةُ قطر العطاءَ بأفكارِ وتطبيقاتِ الأجيالِ الحالية والمستقبلية لثلاثينَ عاماً أخرى وأخرى لتبقى المؤسسةُ مِنَصّةً للابتكارِ وأحدَ أركانِ صناعةِ المستقبل في دولة قطر.
وإننا لا ننتظرُ المستقبلَ ليحدث.. بل نصنعهُ.
والسلام عليكم.